إنني قابع في ظلام نوري...

لست أحصي للزمن عداده، إلا أنني أتغير يوما بعد يوم، كنت نطفة، ثم علقة، و ها أنا اليوم مضغة مخلقة، تشع بالحياة... غمرتني أيام تتلوها أيام، ثم ما لبث أن مضت أربعة أشهر على إقامتي في هذه الخواء المريح، فبدأت تظهر علي سمات الكائن البشري، ذلك المدعو بالإنسان...
علمني القدر من خلال رواياته عن الإنسان.. أن الظلام الذي أسكنه أنا ما هو إلا نور يسري بين أنفاسي ، يشتعل فطرة حتى تذوب فيه شموع الكمال تاركة عطرا زكيا أخادا، إنما الظلام هو الذي بالخارج، هو الذي يسكن قلوب أولئك الذين كانوا في يوم ما مثلي... فاشتعلت قلوبهم حقدا عوض أن تشتعل ودا، إن الإنسان كائن يولد صفيا رقيقا خاليا من الذنوب و العيوب، فيجمد مكانه بين بيئته يكتسب و يتعلم و يتأقلم، حتى يعود ذا خبايا لا يعلمها إلا الله، تختلط عليه الشخصيات و المزاجات النفسية، فلا تعود تفهم من أي نوع قد سيق إلى هذا العالم...
عدد التعليقات : ٤

أظهر التعليقات
مقالات مقترحة